أرشيف

19 قتيلا والمراقبون يغادرون حمص

قالت الهيئة العامة للثورة السورية إن عدد القتلى في سوريا اليوم ارتفع إلى 19 معظمهم في حماة وبينهم ثلاثة أطفال، وذلك في وقت زارت فيه بعثة الجامعة العربية حي بابا عمرو في حمص قبل أن تتوجه إلى مدينة حماة ومناطق أخرى غدا.

فقد سقط سبعة أشخاص في حماة، بينهم طفل وشخص مات تحت التعذيب، كما سقط أربعة في إدلب بينهم طفلة بعمر ثلاث سنوات، حسب الهيئة.

وفي حمص قتل ستة أشخاص بينهم طفل وشخص مات تحت التعذيب، إضافة إلى قتيلين في حلب، أحدهما مجند رفض إطلاق النار على المتظاهرين.

وفي حماة التي ينتظر أن يزورها مراقبو الجامعة العربية غدا، تصدت قوات الأمن السورية لمتظاهرين حاولوا الوصول إلى ساحة العاصي، وأطلقت الرصاص وقنابل الغاز المدمع عليهم بهدف إيقافهم.

وقال ناشطون إن الأحياء المحيطة بالساحة تشهد مواجهات بين عناصر الأمن والمحتجين.

تحرك المراقبين
في هذه الأثناء تستعد بعثة مراقبي الجامعة العربية، التي جاءت للتحقق من التزام سوريا بتطبيق بروتوكول الجامعة الموقع مع دمشق، للتوجه غدا الخميس إلى حماة ومناطق أخرى بينها درعا وإدلب بعد زيارتها اليوم حمص، حسبما ذكر رئيس بعثة المراقبين الفريق محمد أحمد الدابي.

 

وأظهرت صور بثها ناشطون زيارة أعضاء من وفد المراقبين العرب عائلات سقط أبناؤها برصاص الأمن في حي بابا عمرو بحمص.

وقال رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن سكان حي بابا عمرو بحمص سمحوا للمراقبين بالدخول إلى الحي بعد مغادرة ضابط سوري كان رفقة المراقبين.

وطلب السكان من المراقبين -حسب عبد الرحمن- “مشاهدة الجرحى وأسر القتلى بدل زيارة أعضاء حزب البعث” الحاكم في المدينة.

وكان سوريون في منطقة بابا عمرو التي تشهد أعمال عنف بمدينة حمص قد رفضوا لقاء وفد المراقبين التابعين للجامعة العربية في حضور ضابط من الجيش السوري، حسب ما أورده نشطاء اليوم الأربعاء.

وقال أحمد وهو ناشط ومن سكان المنطقة إن “المراقبين غادروا حي بابا عمرو لأنهم رفضوا دخول الحي بدون أن يرافقهم المقدم مدين ندا من الفرقة الرابعة”.

وأضاف أن “أسر الشهداء والمصابين رفضوا لقاءهم في حضوره والمراقبون غادروا المكان”.

وبعد زيارتهم بابا عمرو توجه المراقبون إلى حي باب السباع الذي نظمت فيه السلطات مسيرة مؤيدة للرئيس بشار الأسد قرب جسر الفارابي.

حالة مطمئنة
ومن ناحيته، قال رئيس بعثة جامعة الدول العربية -التي تحقق في مدى التزام سوريا بتنفيذ خطة سلام عربية- إن أعضاء الوفد لم يروا شيئا مخيفا في مدينة حمص.

وقال الفريق أول الركن محمد أحمد مصطفى الدابي إن فريقه يحتاج لمزيد من الوقت لتفقد حمص قبل إصدار حكم نهائي. وأضاف أن فريقه لم ير دبابات وإنما بعض المدرعات، مؤكدا أن “الحالة مطمئنة حتى الآن”.

 

 

 

وقال الدابي لرويترز “كانت هناك مناطق الحالة فيها تعبانة”، وأوضح أن الوضع كان هادئا وأنه لم تكن هناك اشتباكات أثناء وجود البعثة.

لكن مقيمين في منطقة بابا عمرو التي تفقدها الوفد قالوا إنهم يشعرون بأن المراقبين لا يستجيبون لشكاواهم.

وقال الناشط عمر وهو أحد المقيمين في بابا عمرو “شعرت بأنهم لم يعترفوا حقا بما رأوه، ربما لديهم أوامر بأن لا يظهروا تعاطفا، لكن لم يكونوا متحمسين للاستماع إلى روايات الناس”.

وأضاف “شعرنا بأننا نصرخ في الفراغ. عقدنا أملنا على الجامعة العربية كلها لكن هؤلاء المراقبين لا يفهمون فيما يبدو كيف يعمل النظام ولا يبدو عليهم اهتمام بالمعاناة والموت اللذين تعرض لهما الناس”.

ونقلت رويترز عن مقيم في حمص طلب عدم نشر اسمه أن الزيارة سمحت للنشطاء بإدخال المزيد من الإمدادات للمناطق التي تطوقها قوات الأمن.

وأضاف “الشيء الوحيد الطيب الذي تمخضت عنه هذه الزيارة هو أننا استطعنا إدخال إمدادات غذائية للحي ومناطق أخرى”.

خيبة أمل
وقال رئيس المنظمة السورية لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إنه يخشى “أن يتحول المراقبون العرب إلى شهود زور” على العنف الذي يحدث في سوريا وأن يغادروا البلاد دون أن يروا شيئا.

وأضاف عبد الرحمن إن الدبابات التي سحبها النظام السوري من حمص سويعات قبل قدوم المراقبين، يمكن أن تنتشر في المدينة في أقل من خمس دقائق، وطالب المراقبين بأن يهتموا بمصير عشرات الآلاف ممن اعتقلهم النظام منذ بداية الثورة في مارس/آذار الماضي.

وقال عبد الرحمن إن معظم سكان بابا عمرو يشعرون بخيبة الأمل إذ كان يجب أن تمنح البعثة المزيد من الوقت، لأن المراقبين بحاجة إلى أن تتاح لهم الفرصة لفترة طويلة بما يكفي للقيام بالتفتيش قبل إصدار الأحكام.

ومن جهتها قالت وزارة الخارجية الفرنسية إن المراقبين العرب لم يتمكنوا من التحقق من الوضع في حمص، وإنه يجب إتاحة الفرصة لهم كي يعودوا إليها.

إطلاق سجناء
من جهة أخرى، ذكر التلفزيون السوري اليوم الأربعاء أن سوريا أفرجت عن 755 شخصا ممن احتجزوا خلال الانتفاضة المستمرة منذ تسعة أشهر على حكم الرئيس بشار الأسد.

وقال التلفزيون في خبر عاجل نقلته الوكالة العربية السورية للأنباء إنه تقرر “إخلاء سبيل 755 موقوفا تورطوا في الأحداث الأخيرة، ولم تتلطخ أيديهم بدماء السوريين”.

يأتي ذلك بعد أن شنت السلطات السورية حملة اعتقالات واسعة شملت عددا من الناشطين في محافظات مختلفة، بحسب ناشطين.

 

 

 

المصدر : الجزيرة + وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى